فصيلة العملاقة المندثرة
فصيلة العملاقة ....المندثرة
في أوائل التسعينيات من القرن الماضي كنت الطبيب الوحيد في الشرطه الحاصل علي فرقه صاعقه وتم إرسالي الي (فرق امن أسيوط )التي تخرج بصفه دوريه في غارات في الهضبه الشرقية لتمشيط المغارات سعيا وراء الارهابييين خاصة في منطقه (البداري)
كان طبيعي ان ارافق الحملات المكبرة التي تخرج في ما قبل الفجر لتصل الي المغارات في منتصف النهار وتتمكن من العوده بعد المغرب ولا ادري بالضبط عدد الحملات التي شاركت فيها لكنه بالتأكيد أكثر من مائه
في واحده من هذه الحملات سقط جندي من علي جرف ارتفاعه اثني عشر مترا اثناء رحله الذهاب وهكذا نزلت إلي حافه الجبل التي سقط بها مستخدما الحبال انا واحد مجندي التمريض وكان التشخيص المبدئي (كسر بونس بالقدمين وبعظام العصعص )وتم رد الكسر وعمل جبيرتين قويتين لساقيه الا انه كان من المؤكد انه لن يمكنه الصعود الا رفعا بالهليوكوبتر وهكذا تركتنا الحمله وبدئت في التحرك ذهابا وجلست انا ومجند التمريض والمصاب في انتظظار الهليوكوبتر التي لن تاتي الا بعد تمام المداهمه حتي لا تلفت نظر المطاريد الارهابيين في المغارات
ولاحظت فتحه كهف مختباءه تؤدي لكهف جبي بنفس الجرف وباستخدام الكشافات القويه تمكنت من الاقتراب ودخول الكهف لاجده يتسع مره واحده بمجرد عبور المنفذ
وعلي الارض
وجدت (جسد متاكل تماما لانسان بجواره هيكل لذئب او كلب عملاق )المثير جدا ان جسد الانسان كان يناهز عشره اقدام باقل تقدير لم اكن وقتها قد قراءت عن (النيفاليم ) ولا الملائكه الساقطه كل ما كنت اعرفه هو (العماليق التيتان الإغريق من كتاب اوفيد مسخ الكائنات ميتامورفوزيس ) وللاسف لم تكن الموبايلات والكاميرات المحمولة قد عرفت بعد
لم ادر ما الذي يمكنني فعله لكني كنت اعرف شئ واحد وهو انني يجب إلا أحرك اي شئ كي لا افسد (الاثر) وعندما جاءت المروحيه حاولت بجهد تثبيت وتحديد المكان لنتمكن من العوده اليه مره اخي الا ان اهمال الطيار لم يسمح لي بذلك
وعند وصولنا الي المستشفي الجامعي انشغلت تماما في عمليه تثبيت الكسور وانتهيت منها متاخرا فعدت الي البداري في انتظار عوده الحمله وهناك جلست في بيت كبير البداري وعمدتها والذي اخبرته بما راءيت فقام الرجل واحضر لي عده (دفاتر )عرفت انها (دفاتر احوال قديمه جدا)وبدء يقلب فيها حتي وصل الي صفحه بعينها واشار الي بها
فبدئت اقراء الخط الجميل الذي يشابه خطوط الخطاطين
(ذهبت انا اليوزباشي رضا بصحبه شيخ الغفر الي بيت ( )للتاكد من البلاغ بخطف ابنته من الزريبه التي تقع خارج الدوار و
تروي المذكره ان الام راءت ثلاثه عمالقه ومعهم ذئب يرتدون جلود ابقار خطفوا ابنتها وانطلقوا باتجاه الجبل وان اليوزباشي علم ان هذه مشكله قديمه تتكرر في لايام البارده كل عده سنوات وان هذه العمالقه تخطف في الغالب الماشيه لكن من وقت لاخر يخطفون نساء وان تمشيط المغارات القريبه قد اسفر عن وجود اثار لاشتعال نيران لكن لا اثر للخاطفين )
وقد راءيت الصوره فشدني ان الجثه مشابهه تماما لما راءيت
(واعتقد اني ايضا شاهدت منذ عده سنوات فيلما وثائقيا كان مخباء من قبل الكي جي بي الروسيه حول اكتشاف مقبره بالقرب من الهرم المدرج لمومياه تصل لعشره اقدام
لم اتذكر هذه الحادثه الا عندما راجعت مذكراتي لتلك الفتره
ما هو رد فعلك؟